RSS

وظائف قذرة..

كنت أدردش مع صديقي الدكتور علي سعيداني وهو دكتور في الفلسفة، وليس هذا ما يميزه، بل الذي يميزه هو تمرده على التقليد ومشاغبته على الوضع العام وهو القاسم المشترك بيني وبينه،،،

فقال لي ؛ هناك خمس وظائف قذرة في بلدنا، هي التي تغذي الاستبداد والفساد وتطيل عمره وهي:

1-  الشرطي

2-  والصحافي

3- والإمام

4 – والمعلم

5 – والعاهرة

وقد استغربت منه هذا الادعاء كما أنتم الآن تستغربون لذلك القاسم المشترك العجيب، الذي جمع بين الإمام والعاهرة  وسائر المجموعة، ويشهد الله أني دافعت دفاعا مستميتا، عن أصحاب هذه الوظائف، ودافعت حتى المومسات لكون أغلبهن ضحايا المجتمع والسياسات الظالمة،

ولكني وصديقي الفيلسوف لما تدارسنا هذا الاتهام الخطير، وجدنا أن هذه الوظائف هي حقيقة مقدسة وشريفة، ولكنها قد تنقلب ظائف قذرة إذا باع أصحابها ضمائرهم، وغيبوا عقولهم، فسخروا مواهبهم لنصر الباطل ضد الحق، وأعانوا الاستبداد ضد الحرية، ووجدنا النتيجة الآتية:

1- الشرطي : هو الذي ينفذ تعاليم الاستبداد ويحرسه، وهو يمثل أجهزة الأمن والعسكرالذي يستنفد ثلاثة أرباع ميزانية دولتنا مع أننا لسنا في حالة حرب والحمد لله، ولكن يظهر أن الحرب معلنة على الشعب منذ زمن.

2- والصحافي:   يلمع صورة النظام المستبد، ويتستر على فضائحه وعوراته، وهو يمثل أجهزة الإعلام.

3- والإمام:   يدعو لطاعة النظام المستبد باسم ( وأولي الأمر منكم ) ويصرف الشعب عن مجابهة الاستبداد ليشغلهم بعالم الآخرة، وكأن الدنيا خلقت للحكام المستبدين ليعبثوا بخيراتها دون حسيب ولا رقيب، وأما الشعب، فيتلو عليه الأئمة حديث ( لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى الله الكافر منها جرعة ماء…).وكأن الدنيا لم يخلقها الله إلا للحكام والسلاطين ومصصاصي دماء الشعوب، فهي من حقهم فقط ، وأما المستضعفون من عامة الشعب فلا يحق لهم المطالبة باي حق منها، وواجبهم فقط انتظار ما تناثر من فتات موائد هؤلاء اللئام.

فوظيفة الإمام الرسمية في دولنا هي أن يصرف الناس عن إصلاح مفاسد حكامهم إلى إلهائهم بكثرة الدعاء والاستغفار وكثرة التسبيح،، وبدل أن يحدثهم عن إسراف المسؤولين العابثين وعن بذخ قصور المجرمين، يترك اإمام هذا ويغرق في وصف الحور العين،  وما أعده الله في الجنة للمؤمنين وهذا بالضبط ما يريده السياسيون الفاسدون ويصبون إليه،،،

والإمام هنا يمثل منظومة دينية ضخمة ذات ميزانية تحسب بالمليارات، هي وزارة الأوقاف أو وزارة الشؤون الدينية، والتي تجند في الجزائر مثلا مالا يقل عن أربعين ألف خطيب وإمام لهذه المهمة العظيمة.

4- وأما المعلم:   فمهمته أن يعمل على تجهيز العقول، لكي تكون قادرة في المستقبل على أن تنسجم مع كل مظاهر الاستبداد السياسي، والضعف الاقتصادي، والتفسخ الأخلاقي، وليكون منسجماً مع مظاهر الوساخة والقاذورات البيئية، وليكون متناغماً مع الرشوة والتعفن الإداري الخ، إن مهمة المعلم والحال هذه، جد شاقة ومجهدة،،، هههه

5- وأخيراً  جاء دور العاهـرة:   وتقتضي مهمتها أن تمتص غضب الشعب إذا فار دمه، واشتد غضبه، وتوترت أعصابه بسبب الأحوال الصعبة التي يعيشها،

فبجلسة قصيرة معها، تبرد  دمه الفائر،  وتهدئ غضبه المشتد،  وتريح أعصابه المتوترة،

أما مهمتها السياسية فأن تصرع ذا اللب حتى لا حراك به…

وعملها هذا بالطبع في ميزان النظام الحكيم، وظيفة ذات فوائد جليلة، فوظيفتها تقلل من المرض بالضغط، وتقي من داء السكري وقرحة المعدة،

كما تعالج أخطر داء يحدق بحكومات الوطن العربي، وهو داء الثورات والانتفاضات،

كما يوفر على ميزانية وزارة الصحة،،،،،،،، أليس دورها جبارا؟؟؟

و العاهرة على حسب ظني أهْوَنُ هؤلاء المذكورين جُرْما وأقلهم إثماً،، لأن كل هؤلاء يدعون أنهم شرفاء وذووا مهن شريفة، فيزيدون على إثم الفعل إثم ادعاء الشرف وادعاء أنهم من المصلحين، ولكن العاهرة لا تزعم لنفسها الشرف أبدا ولاتدعي الصلاح، فهي معترفة بذنبها، وتلعن الظروف التي قادتها لهذه المهنة القذرة.

والعاهرة تمثل مؤسسة الترفيه واللهو واللعب، وهي بالتأكيد مؤسسة غير رسمية، اسمها ( مؤسسة هشتكنا وبشتكنا ياريس ) وميزانيتها مليارات من الدولارات كل سنة، هدفها كل هدفها أن تجعل الشعب ساهٍ لاهٍ  لا يطالب بحق ولا يقوم بواجب،، يعيش حياته حِلْسَ مقاهٍ وجليسَ شوارع، عقله فارغ، وجيبه خاو، وشهيته مفتوحة، وعين مفتونة ، انقطعت علاقاته بالسماء، وصعبت عليه وساطات الأرض…أعرضوا عن المتعالي، ولم يستطيعوا الوصول لـلْمـير ولا الوالي.

ألا تشاركوني وصاحبي هذا الرأي، في أن هذه الوظائف قد تكون فعلا قذرة، إذا لم تؤخذ بحقها،

 وفي الأخير، أعتذر جداً من أصدقائي الشرطة والصحفيين، والأئمة والمعلمين، ولا أستثني الاعتذار أيضا من العاهرات، فالكل ضحايا للفساد الذي يخلفه الاستبداد،،

وأنا أعلم أن جمعاً لا بأس به من أصحاب تلك الوظائف على الأقل يحاول تأدية واجبه.

ثم إن هذه الوظاذف تمثل شرائح الشعب جميعا، بما يعني أن الشعب في الحقيقة هو الينبوع المغذي لشجرة الاستبداد والطغيان الخبيثة، فإذا قطعت الشعوب ذلك الينبوع المغذي، يبست تلك الشجرة

ثم أ صبعت كالعصف المأكول.

سليـمــان مـحـمـــدي

 

 

3 responses to “وظائف قذرة..

  1. amina kadouche

    22 نوفمبر 2012 at 10:47 ص

    ست هنا للدفاع عن المعلم , و لكن لي رأي مخالف , المعلم في وطني يقع عليه ظلم شديد فهو بين المطرقة و السنداد , بين ما يريده النظام من خلال البرنامج التعليمي الذي يساعد بشكل مباشر على تحطيم جيل كامل و اعاقة نموه العقلي و الى اعوجاج عموده الفقري من ثقل الكتب الفارغة التي أجبروه على حملها , و بين عدم قناعته بجدوى وضيفته و أنه مجرد الة للنظام ليس له الحق في التغيير و حتى ابداء الرأي , لا أقول هذا من فراغ و لكن بحكم عملي مع أطفال المدارس و تعاملي مع الاساتذة في كل الاطوار , لا ألتزم بعملي معهم بل أتعدى الى النقاش عن المستوى التعليمي و التربوي , أتعرف أن السلطة التي كانت للمعلم و التي تربينا تحتها قديما انقلبت اليوم ليصبح التلميذ هو المسيطر , حت أصبح المعلم يتعرض للضرب من قبل تلميذه , فاذا خدم المعلم النظام فلأنه مجبر كما أننا مجبرين في كل الوضائف.

     
  2. BEGACEME

    25 أفريل 2013 at 1:48 م

    أنا أظن ان الامام مهمش لأنه تخرج على يد مهمش والمعلم والشرطي كذالك الا العاهرة التي هي ضحية مجتمع مهمش همه الوحيد كسرة وكساء ونساء هذا ما أراه شخصيا فمن وجهة نظري اعادة كل شيىء الى السفر أقصد اصلاح المدرسة لكن كيف السبيل ؟

     
  3. Mohammed Jamal

    1 فيفري 2014 at 7:34 ص

    كلام درر يا الغالي

     

أضف تعليق